التعريف بالشاعر


مقدمة
الشاعر العيد دبوسي ، أحد أبرز شعراء الشعر الشعبي بولاية المسيلة ، شاعر بالسليقة ، بلا تكلف ولا تصنع ، يبتكر مضامين قصائده ، و يستحضر ذاكرته الشعبية لتطويع الكلمات بما يفي بالمعنى ، يصور  فيبرع في التصوير ، يصوغ الحكمة فيدهش بها سامعيها و قرائها ، يحكي من خلال الشعر ، فتنساب الحكاية من بين أحرف أبياته كما لو أنك تشاهد و تسمع و تعيش التفاصيل معه ..
و سيجد القارئ بين دفتي هذا الديوان باقة من قصائد الشاعر متعددة المضامين ، مختلفة في أساليب البناء و التصوير ، قصائد أكد فيها الشاعر حضوره الدائم إلى جانب مجتمعه ، و تأثره بقضايا وطنه و أمته ..
و الملفت أيضا أن الجانب الاجتماعي أخذ الحيز الأكبر من اهتمام الشاعر ، فقد كتب فيه قصائد متعددة و متنوعة ، أخذ فيها موضوع العلاقات الاجتماعية والأسرية حصة الأسد ، كتب الشاعر عن المشردين ، عن صلة الرحم المقطوعة بين الإخوة ، عن عقوق الوالدين و ما وصل إليه المجتمع من اهمال عائلي و تخلي البعض عن مسؤولياتهم الدينية والأخلاقية اتجاه أبائهم و أولادهم و أفراد عوائلهم ..كتب أيضا عن ظاهرة غلاء المهور و نتائجها الوخيمة على جيل الشباب العاجز عن إكمال نصف دينه ، وبالمقابل كتب عن ظاهرة زواج الأورو كما سماها ..و التي اعتبرها دليلا عن انهيار الكثير من القيم الاجتماعية و الدينية ..
كما كتب عن حوادث المرور ، و أدان من خلال قصيدته سلوك اللامسؤولية و اللامبالاة الذي أصبح ميزة اجتماعية لدى فئة واسعة من مستعملي الطرق ..
كتب أيضا عن ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي تؤدي بالشباب إلى المغامرة بحياتهم في مشاهد مأساوية نتيجة الأحلام الكبيرة التي تصطدم بصخرة الواقع البائس الذي يبعث على اليأس و القنوط ..
و سنكتشف أن الشاعر قد نجح في تناول كل المواضيع التي تطرق إليها ، من خلال اعتماده على الحكي و التصوير و الحوار داحل النص ، و كلها أساليب مؤثرة تشد إليها الأذن ، و تؤثر أيما تأثير في المتلقي ..خصوصا و أن الشاعر اعتمد في كل النصوص لغة سلسه ، بسيطة ، وفي متناول فهم معظم الجمهور ، اللهم إلا بعض الكلمات المحلية القليلة ، والتي من الممكن فهمها ضمن سياق البيت و معناه العام ..
ومن الممكن اعتبار الشاعر العيد دبوسي مجددا في الشعر الشعبي من خلال مجمل قصائده ، و أبرزها قصيدة ( المتهم ) التي حول فيها منظر عصفور سجين في قفص إلى مأساة انسانية عكس فيها هول الأسر و مرارة فقدان الحرية ..بشكل و طريقة تجعلها تجربة جديدة في الشعر الشعبي تستحق التنويه ، وما الصدى الذي لقيته هذه القصيدة إلا تأكيد لما ذهبنا إليه ، فهي بحق جوهرة هذا الديوان ، و بقية القصائد لألئ تحيط بها ..
والمؤكد أن الشاعر العيد دبوسي مازال في أوج عطائه و إبداعه ..و من المؤكد أنه سيفاجئنا دائما بالجيد و الراقي ..فهنيئا له باكورة أعماله ، و التي نأمل أن تكون فاتحة خير عليه ، و أن يوفقه الله في حياته و ابداعه ..
عبد الكريم قذيفة
السابع من رمضان 2010



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق